×
شرح كتاب الكبائر

وروى البخاريُّ عن حارثةَ بن وهبٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألاَ أُخبِرُكُمْ بأَهْلِ النَّار؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبر» ([1])، العُتُلّ: الغليظُ الجافي، والجَوّاظُ: قيل: المُخْتال الضخْم، وقيل: القَصيرُ البَطين، وبَطَرُ الحقِّ: رَدُّه إذا أتاك، وغَمْطُ النَّاس: احْتقارُهم وازدراؤهم.

****

إلاَّ ما يخطط لهم رؤساؤهم وقادتهم، حتى إن بعض طلبة العلم عندما تقول له: أنت مخطئ والدليل كذا، لا يقبل، فهذا من باب الكِبْر، لأنَّ الواجب على المسلم إذا تبيَّن له الحق أن يبادر للأخذ به، لأنه لو علم الحق ولم يأخذ به، أُصيب بالزيغ والعياذ بالله، ولهذا قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ [الصَّف: 5]، ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ [الأنعَام: 110]، فالذين تبيَّن لهم الحق، ولم يقبلوا به، يخشى أن يختم على قلوبهم، فتصبح لا تقبل الحق، عقوبةً لهم.

في هذا الحديث بيان معنى الكِبْر: أنه بَطَرُ الحقّ وغَمْطُ الناس، وهذا تفسيرٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم، فالذي لا يقبل الحق مستكبر، وكذلك الذي يحتقر الناس مستكبر، وقد ساق المصنِّف رحمه الله بعد ذلك معنى كلٍّ من العتلّ والجوّاظ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4918)، ومسلم رقم (2853).