×
شرح كتاب الكبائر

 فالذنوب إذا كانت سببًا للتوبة والخوف من الله جل وعلا، فإنه يترتَّب عليها مصلحة للمسلم والمؤمن، كما أنَّ الطاعة إذا كانت سببًا للترفُّع والتكبُّر ترتَّب عليها ضررٌ يعود على صاحبها، فالوقوع في بعض الذنوب سبب لجلبِ بعض المصالح إلى الناس، لأنَّ أحدهم إذا أذنب وتذكّر ذنبه تاب إلى الله جل وعلا الذي يقبل التوبة من عباده. أما المذنب الذي لا يتوب فإنَّ الذنوب ضرر محضٌ في حقه.

ففي هذا الحديث دليلٌ على أن وقوع الذُّنوب من بعض المسلمين يترتَّب عليه مصلحة تتمثل بالانكسار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وإن كانت هذه الذنوب تعتبر ضررًا في نفسها، ولكن مجرد تذكُّرها والخوف من الله جل وعلا يجلب مصلحةً لأصحابها.

وقوله: « لخفت عليكم العُجب » فإنَّ الإعجاب بالنفس مهلك لها، فالمذنب التائب خيرٌ من المطيع المُعجَب، ولذلك لمَّا تعاظم إبليس بنفسه، حلَّت عليه اللعنة والطَّرد من رحمة الله جل وعلا، ولمَّا تواضع آدم عليه السلام، واعترف بذنبه، وتاب إلى الله تعالى، رفعه الله عز وجل، وصار في معصية آدم عليه السلام مصلحةٌ له، لأنه تواضع وخاف من الله تعالى وتاب إليه.

*****


الشرح