وللبيهقي ([1]) عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «لو لم تُذنِبوا لَخِفْتُ عليكم ما هو أشدُّ
من ذلك: العُجْبَ
****
فعلى الدُّعاة
والوعَّاظ أن يستشعروا هذا الأمر، وأن لا يصيبهم العُجب بكلامهم وأسلوبهم في الخطابة
والوعظ، وبسبب إقبال الناس عليهم، وبكثرة من يحضر عندهم، بل عليهم الالتزام
والتحلي بالتواضع، والاعتراف بالتقصير، وأن يَرَوْا أن كلامهم هذا إنما هو قليل،
ولم يصل إلى الحدِّ المطلوب، وأنهم ما زالوا يجهلون أكثر مما يعلمون.
والتركيز هنا على
الوعاظ والدُّعاة والخطباء دون غيرهم، لأنهم مِن أكثر الناس عُرضة للمدح والثناء
وإطراء المتملِّقين، فهذا عمر رضي الله عنه كان قد نَصَح هذا الرَّجل، وهو لم
يمنعه من ممارسة الوعظ والقصص، ولكنه أوصاه بأن لا يعجب بنفسه بسبب إطرائهم
وثنائهم عليه، فيُصيبه العُجْب جرّاء ذلك، ثم يترفَّع على الناس حتى يكون أبعدَ من
الثُّريا ارتفاعًا في نفسه، ثم يكون ذلك سببًا لأن يضعه الله يوم القيامة تحت
أقدامهم، لأنه جاء في الحديث: «
يُحشَر المتكبِّرون يومَ القيامة أمثال الذَّرِّ في صُوَر الناسِ،
يَعْلُوهم كل شيء من الصَّغار » ([2]).
من حكمة الله جل وعلا أنه جعل الإنسان يُذنِب، فالمسلم أو المؤمن يقع منه الذَّنب، وفي هذا حكمة، لأنَّ المؤمن كلما وقع منه ذنب تواضع وخاف من الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد