ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ
عبدي بي» ([1])، زاد أحمد وابن حبان: «إن ظنَّ بي خيرًا فله، وإن ظنَّ بي شرًّا فلَه» ([2]).
****
الثانية، وهذا هو
الإحسان بين العبد وبين ربه عز وجل كأن العبد يرى الله عز وجل بأسمائه وصفاته
وآلائه، وذلك من قوة يقينه، فهو لا يراه في الدنيا بالبصر ولكن يراه بالبصيرة،
فلما كان يراه بالبصيرة، فكأنما رآه بالبصر، فإذا لم يبلغ هذه المرتبة فليعلم أنَّ
الله يراه، وهذا من الإحسان أيضًا، لكنه أقل من المرتبة الأولى.
هذا حديث عظيم، حيث
يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: « أنا عند ظنَّ عبدي بي »
فإن ظنَّ خيرًا
أعطاه خيرًا، وإن ظن شرًا أعطاه إيّاه، فالجزاء من جنس العمل، فالذي يظن أن الله
لا يقبل توبته، وأنَّه معذبه وهو لا مَحالَةَ من أهل النار، فهذا يجازيه الله على
حسب هذا الظن، لأنه أساء الظن بربه عز وجل، أما إذا أحسن الظن بربه، وأيقن أنَّ
الله لا يغفر ذنبه، فإنَّ الله يكون عند حسن ظنه.
ومعنى الحديث أن
الله يعامل العبد على حسن ظنه به، ويفعل به ما يتوقعه من خير أو شر، والمراد: الحث
على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله، والتحذير من اليأس والقنوط، والحثُّ
على حسن الرَّجاء.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (7405)، ومسلم رقم (2675).
الصفحة 6 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد