عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن
أحدُكم حتى يُحِبَّ لأَخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِهِ» أخرجاه ([1]).
****
فكما أنَّ هذه
الأعمال السالفة الذكر من مظاهر الإفساد في الأرض، فإن الطاعات من مظاهر الإصلاح
فيها، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّ الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: الذين يريدون
العلوَّ على الناس والفساد في الأرض، كفرعون وحزبه، وهؤلاء شر الخلق، وهم أصحاب
الجحيم يوم القيامة.
والقسم الثاني: الذين يريدون
الفساد بلا علو، كالسُّرّاق المجرمين من سفلة الناس.
والقسم الثالث: الذين يريدون
العلوَّ بلا فساد، كالذين عندهم دين، يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
وأما القسم الرابع: فهم الذين لا
يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا، لا يتكبرون على الناس، ولا يفعلون المعاصي،
ويتواضعون لله عز وجل وللناس، وهؤلاء هم أصلح الناس ومن خير الخلق، وهم أهل جنات
النعيم يوم القيامة.
قوله: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » هذا فيه بيان صفة الذين لا يريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فسادًا، أنهم يريدون الخير للناس كما يريدونه لأنفسهم، فكما أنَّ المرءَ من طبيعته وفطرته أنه يحب الخير لنفسه فكذلك ينبغي له كي يكون مؤمنًا أن يحبَّه للناس، وكما أنَّه يكره الشر لنفسه، فعليه أن يكرهه للناس أيضًا، أما الذي على العكس من ذلك، فهذا هو المذموم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد