وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدُكم حتى يكونَ هَوَاهُ تَبَعًا لما جئتُ به» ([1]).
****
والمقصود بقوله: « لا يؤمن »أي: الإيمان الكامل، فليس معنى « لا يؤمن أحدكم »: أنَّ الذي لا يحب الخير لأخيه يكفر ولكن معناه لا
يؤمن الإيمان الكامل.
وعليه فإنَّ مَن أحب
الخير لنفسه، وأحب الشر للناس، عُدَّ عمله هذا من الفساد والعلو في الأرض، لأنه
يريد أن يَخُصَّ نفسَه دون غيرِه بنعمة الله، ولا يريد لأحدٍ خيرًا، وهذا من
الحسد.
كما ذكرنا سابقًا أنَّ المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: « لا يؤمن أحدكم » يعني: الإيمان الكامل، وليس نفي الإيمان المطلق، فمعنى هذا الحديث: لا يؤمن أحدكم الإيمان الكامل حتى تكون رغبته تبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، بأنْ يرغب ما يرغبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن رغبت نفسُه خلافَه، نعم قد يكره الإنسان بعض الأشياء، ولكنها تكون كراهةً نفسية لا دينية، فلو كانت كراهة دينية فإنه يكفر، وقد قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾ [محَمَّد: 9]، أما الذي يكرهه كراهة نفسية كسلاً وحبًّا للراحة كأن يكره قيام الليل أو صيام التطوع، كان هذا نقصًا في الإيمان، بخلاف الذي يحب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كان يخالف هواه ورغبته فهذا من كمال الإيمان.
([1])أخرجه: الحسن بن سفيان في «الأربعين» رقم (9)، والبغوي في «شرح السنة» رقم (104).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد