وهذا الحديث ذكره
الحافظ النووي رحمه الله في كتاب « الأربعين »وقال: حديث صحيح
روِّيناه في كتاب « الحُجَّة على تارك
المحجة » للشيخ أبي الفتح
نصر بن إبراهيم المقدسي([1]). وقد طبع محققًا في
الجامعة الإسلامية، وهو من كتب العقيدة، ويشاركه في هذا العنوان كتب أخرى، لكن
المعروف منها هو هذا، قال: روِّيناه في كتاب « الحجة »بإسناد صحيح. بينما ضعَّف الحديث ابن رجب في « جامع العلوم والحكم » ([2])، ولكن للحديث شواهد
تقويه، منها قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ
أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾ [محَمَّد: 9]، فالذين كرهوا ما
أنزل الله لم يكن هواهم تبعًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وقلنا: إذا
كانت الكراهة دينية فذاك كفر، وإن كانت نفسية فذلك نقص في الإيمان، والله تعالى
يقول: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ﴾ [البَقَرَة: 216] أي: شديد عليكم وفيه مشقَّة، فهم لا يكرهونه كراهة
دينية، بل كراهة نفسية، فدلَّ ذلك على أنه إذا كانت الكراهة كسلاً واستثقالاً من
النفس، اعتُبر ذلك نقصًا في الإيمان، فإنَّ المؤمن الكامل الإيمان يجد نشاطًا في
فعل الطاعات والعبادات.
*****
([1])ينظر: ترجمته في «سير أعلام النبلاء» رقم (19/136).
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد