×
شرح كتاب الكبائر

 بالإيمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: « إنْ عَادُوا فَعُدْ » ([1])، فأنزل الله تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ [النّحل: 106]، فسبب نزولها قصة عمار بن ياسر رضي الله عنه وكان هذا منه رضي الله عنه من باب المُداراة، وهو دفع ما هو أشدُّ، أي: ارتكاب ما هو أَخفُّ لدفع ما هو أشدُّ.

وأما قول ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « المَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ » فهذه قاعدة عظيمة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم: أنَّ المرء يُحشر مع مَن أحبَّ يومَ القيامة، فإن أحَبَّ المؤمنين كان معهم في الجنة، وإنَّ أحبَّ الكفارَ صار معهم في النّار، فمحبة المسلم لا تكون إلاّ للمسلمين وبغضه لا يكون إلاّ للكافرين.

  وفي الحديث: أنَّ رجلاً سألَ النبي صلى الله عليه وسلم عن السَّاعةِ فقال: مَتى السّاعةُ؟ قال: « وما أعْدَدْتَ لها؟ »، قال: لا شَيءَ إلاَّ أنّي أحبُّ الله ورسولَه، فقال: « أنتَ مَعَ مَنْ أحببتَ » ([2]).

فلا يجوز للمسلم أن يحبَّ الكفار؛ لأن المرء يُحشر مع مَن أحبَّ يوم القيامة، أما الذين يقولون: أَحِبُّوا جميع الناس، فالجميع أولاد آدم، فأين هم من هذا الحديث والآيات؟! فهؤلاء إمّا أنهم جهّال أعمى الله بصائرهم، وإما أنهم أهل نفاق وكفر.

*****


الشرح

([1])أخرجه: ابن جرير الطبري في «تفسيره» (14/182)، والحاكم رقم (3362).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3688)، ومسلم رقم (2639).