الباب: وهو التحذير
من قسوة القلوب، والدَّعوة إلى اتخاذ الأسباب التي تُليِّن القلوب، ومن أعظمها
تلاوة القرآن بتدبُّرٍ وحُضُور قلب، فإنَّ هذا القرآن يُليِّن القلوب.
ومن أسباب قسوة
القلب: نقضُ الميثاق مـع الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ
أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ
إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ﴾[يس: 60] وقال: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ
وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ
أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ﴾ [الأعرَاف: 172].
فالله قد أخذ
الميثاق على بني آدم وهم في أصلاب آبائهم بأن استخرج ذرية آدم كالذَّرِّ، ثم أخذ
عليهم الميثاق أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، فمَن عبد غير الله فقد خان هذا
العهد، وأخلَفَ هذا الميثاق، وهذا كما ذكر الله عن بني إسرائيل: ﴿وَلَقَدۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَبَعَثۡنَا مِنۡهُمُ ٱثۡنَيۡ عَشَرَ نَقِيبٗاۖ وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمۡۖ لَئِنۡ أَقَمۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَيۡتُمُ ٱلزَّكَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ
وَأَقۡرَضۡتُمُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّكُمۡ
جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ﴾ [المَائدة: 12] ثم قال بعدها: ﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ﴾ [المَائدة: 13].
وبسبب هذا النقض حصل لهم أمران: الأول: أنَّ الله لعنهم، يعني: طردهم وأبعدهم من رحمته، هذا أول عقوباتِ نقضِهم ميثاقَهم أنَّ الله لعنهم، فالكفار من بني إسرائيل ملعونون: قال تعالى: ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [المَائدة: 78].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد