ولهما عن جرير رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ لا يَرْحَمِ النَّاس لا
يَرْحَمْه اللهُ» أخرجاه ([1]).
****
الله لأنَ القلب،
وكلَّما أكثر بغير ذكر الله قسا القلب، فكثيرٌ من النَّاس يقضي أوقاته بالقِيْل
والقَال، وبالكلام الذي لا فائدة فيه، وبالضحك واللهو والغفلة، وهذا ممَّا يُقسي
القلب، ولهذا قال: « مَنْ كانَ يؤمنُ
بالله واليومِ الآخرِ فَلْيَقُل خَيرًا أو لِيَصْمِتْ » ([2]).
هذا كما سلف من قوله
صلى الله عليه وسلم: «ارحموا تُرحموا»، ومفهوم الحديث: أن مَن لا يَرْحم الناس بالإحسان
إليهم لا يُرحم من قِبَل الرحمن، وهذا المفهوم نطق به هذا الحديث: « مَنْ لا يَرْحَمِ النَّاسَ
لا يَرْحَمْه اللهُ »، لأنَّ الجزاء من
جنس العمل، وهذه قاعدة.
*****
([1])أخرجه: مسلم رقم (2319).
الصفحة 7 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد