الكهف وقصتهم
مشهورة، حيث ربط الله على قلوبهم، يعني: قوَّاها، ولهذا أعلنوا براءتهم من الكفار
وانعزلوا عنهم ﴿إِذۡ
قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ
مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا﴾ [الكهف: 14] أي: لن يقعَ منّا هذا أبدًا؛ لأنّا لو فعلنا ذلك كان هذا
باطلاً، فإنَّ قومهم كانوا يعبدون الأصنام، ولكنَّ الله ثبَّتَ هؤلاء وقوّى
قلوبَهم، فلو كانت قلوبُهم ضعيفةً لانهارت، ولهذا قال تعالى في حقِّهم: ﴿وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ
قُلُوبِهِمۡ﴾ لأجل ذلك كانت قلوبهم قوية لأنَّ الله رَبَطَ عليها. ﴿فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا ١٤ هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ
ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۢ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا﴾ [الكهف: 14-15]، ثم اعتزلوهم وما يعبدون ورحلوا لِلغار وآووا إليه، وجرى
عليهم ما جرى من النوم الذي ذكره الله، ثم بعثهم الله بعد ذلك، وإذا بالناس قد
تغيَّروا وجاء جيل آخر أسلمَ وآمن، والأولون كانوا كفارًا، عندما ناموا كان الناس
كفارًا ولما استيقظوا ظنُّوا أنَّهم ناموا يومًا أو بعض يومٍ، وأنَّ الجيل الكافر
الذي يعلَمونه باقٍ، ولذلك أرسلوا واحدًا منهم ليشتري لهم طعامًا على تخوُّف، ولم
يعلموا أن الأمور قد تغيَّرت والوضع كذلك قد تغيَّر، وأنَّ الكفار قد ذهبوا وأتى
جيلٌ آخر كان على الإسلام، لكن الشاهدَ من قوله:﴿وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ﴾ أنَّ الله عز وجل
قوّى قلوبَهم، فواجهوا هذه الأمة الكافرة، واجَهُوها بالثبات، فكانت النتيجة أن
أجرى الله لهم هذه الكرامة، حيث ضرب على آذانهم في الكهف ثلاث مئة وتسع من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد