وقوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ
ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾[العَنكبوت: 2-3].
****
السنوات أو ما شاء الله، ثمَّ أحياهم، فكانت
كرامة لهم، لأنهم من أوليائه.
هذه الآيات تبيّن
لنا أن سُنَّة الله جل وعلا لا تتغير، وذلك أن الله لا يترك المؤمنين على ما هم
عليه حتى يَمِيزَ الخبيثَ من الطيب، لأن الذين يُظهرون الإسلام فيهم الصادق وفيهم
المنافق، فلو لم يُمتحنوا لم يتميَّز المنافق من المؤمن الصادق، فالله يريد أن
يُميز هذا من هذا، فهو سبحانه يجري الشدائد والمحن فَيثْبتُ أهل الإيمان، ويتبيَّن
أهل النفاق، وهذا ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ
لَا يُفۡتَنُونَ﴾ [العَنكبوت: 2] أي: لا يمتحنون ﴿وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ
ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [العَنكبوت: 3] أي: فليَعْلَمنَّ
الله الذين صدقوا في إيمانهم ممّن هو كاذب، والله تعالى يقول: ﴿مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ
عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ
لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ﴾ [آل عِمرَان: 179]، أي: حتَّى يتميز المؤمن من الكافر، فلا يترككم مختلطين
لا يُعرف مخلصكم من منافقكم، فأنتم لا تعرفون المؤمن الصادق مِنَ الكاذب، لأنَّه
ليس لكم سوى الظاهر، وهذا غيبٌ لا يعلمه إلاَّ الله، لأجل هذا فإنَّ الله يُجري
الامتحان ليتبيَّن المنافق من المؤمن.
ومِنَ الأمثلة التي تُصدِّق هذا الواقع ما وقع في غزوة الأحزاب، حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد