×
شرح كتاب الكبائر

ولهما عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعًا: «المُسلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللهُ عَنه» ([1]).

****

ونحن نقاتل إلى جانبكم وندافع عنكم، ولكنهم إذا جاءت الشِّدة انخذلوا، وتكلموا بالكلام القبيح بعد أن ارتدُّوا عن الإيمان بالله، وهذه صفة المنافقين في كل زمان ومكان، ليس فيهم إلاَّ ضعف القلوب، بخلاف ما عند المؤمنين من قوةِ قلب وعزيمة وإيمان بالله وتوكُّل عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »، كثرة الكلام في الناس وبالغيبة والنميمة والسُّباب والشَّتْم، كل ذلك يدخل في باب الكبائر والمنهيِّ عنها.

وفي الحديث: ذَمُّ كثرةِ الكلام، وأن المسلم ينبغي له أن يُمسك لسانه، ولا يتكلم إلاَّ بخير. وفيه دليل على أنَّ من كفَّ لسانه ويده عن المسلمين أنَّ ذلك من كمال الإسلام.

وقوله: « والمهاجر: من هجر ما نهى الله عنه »، والهجر في اللغة: الترك، وهو أنواع، ومنه أن يهاجر المسلم من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فِرارًا بدينه، وهذا أعظم أنواع الهجرة، وهجر المنكر بأن تترك المنكر والحرام، قال تعالى: ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ [المدَّثِّر: 5]، والرجز: الأصنام، وهجرها: تركها.

فقوله: « المهاجر من هجر ما نهى الله عنه »، أي من ترك ما نهى الله عنه عمومًا فهذا من كمال إسلامه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (10)، ومسلم رقم (40).