وقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي
ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ [العَنكبوت: 10].
****
والكفار يربون على الألف، بأسلحتهم وقوتهم وجبروتهم،
فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال المقداد: أَبشِرْ يا نبي الله،
والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ﴾ ولكن، والذي بعثك
بالحق لنقاتلن بين يديك، وعن يمينك، وعن شمالك، ومن خلفك، حتى يفتح الله عليك([1]).
وشتَّان ما بين موقف
بني إسرائيل لما قالوا لنبيهم: ﴿فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ﴾ وذاك من ضعف القلوب
وبين موقف الصّحابة.
قوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ هو أمامه عذابان: الأول: عذابه إن ارتدَّ عن دينه، والثاني عذاب الناس الذين يعذبونه، أيهما أشد؟ عذاب الناس أم عذابُ الله؟ لا شكَّ أنَّ عذاب الله أشدّ، فكونه يصبر على دينه وينجو من عذاب الله ولو أصابه أذى الناس كان هذا من العزم، أما العكس وهو أن يَخرجَ مِن عذاب النّاس إلى عذاب الله، وذلك بأن يرتدَّ عن دينه، فهذا من العجز والضعف، ولقد وصف سبحانه في كتابه الكريم حال بعض ممّن كان في إيمانهم ضعف فقال: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَ لَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٠ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ﴾ [العَنكبوت: 10-11]، فهؤلاء عند الرخاء يقولون: كنا معكم،
([1])أخرجه: البخاري رقم (4609).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد