باب التحذير من شر اللسان
وقول الله تعالى: ﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا﴾ [الفُرقان: 63].
****
من صفات عباد الله
التواضع، وهم الذين وصفهم الله بقوله: ﴿يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا﴾ [الفُرقان: 63]، أي: بسكنية ووقار دون
تكبُّر ولا تبختر، وإنما يمشون مشيةَ المتواضع، قال تعالى على لسان لقمان وهو ينصح
ابنه: ﴿وَٱقۡصِدۡ فِي
مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ﴾ [لقمَان: 19]، وقال تعالى واصفًا
حال المؤمنين فـي هذا المقام: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ﴾ المراد بـ ﴿ٱلۡجَٰهِلُونَ﴾ هنا: الجاهلون في
الكلام، فالجهل عدم العلم، والجهل عدم الحلم، والمراد هنـا بالجهل هو عدم الحلم،
فهم إذا جهل عليهم السفهاء لا يردون عليهم، بل يتركونهم وقالوا: ﴿سَلَٰمٗا﴾ [الذّاريَات: 25] أي: سلامُ متاركة، أو يقولون: سلامًا، أي: كلام فيه
سلامة لهم من الإثم، ولا يقابلون كلام الأحمق، ولا يَردُّون عليه بالمثل، وهذا من
صفات عباد الرحمن، ووصفهم في آية أخرى فقال: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ
أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي
ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [القَصَص: 55].
وقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [القَصَص: 55].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد