وقول
الله تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن
قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾[ق: 18].
عن أبي
هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بالله واليَوْمِ الآخرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمِتْ» أخرجاه ([1]).
****
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [القَصَص: 55]، هذا في وصف
المؤمنين من أهل الكتاب، هذه صفة الذين آمنوا بالقرآن وآمنوا بالرسول صلى الله
عليه وسلم كما قال الله عز وجل: ﴿فَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ
هَٰٓؤُلَآءِ مَن يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ﴾ [العَنكبوت: 47].
وقوله تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ
إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18] هذا دليل على أن الكلام الذي يصدر
كلّه يُسجَّل، الكلام الطيب يسجله ملك الحسنات، والكلام السيّئ يسجله مَلك السيئات
﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ
إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ ملك يسجل الحسنات، ومَلك يسجل السيئات، وهذان هما
الحفظة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ
عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ﴾ [الانفِطار: 10-11]، حافظين: يحفظون
عليكم أعمالكم وأقوالكم، ويُسجِّـلون حسناتِكم وسيئاتِكم، ومنها الألفاظ التي
تتلفظ بها، إن كانت ألفاظًا طيبة كذِكْر الله كتبت مع حسناتك، وإن كانت ألفاظًا
سيئة كالغيبة والنميمة والسِّباب كتبت مع سيئاتك، فاحذر من كبائر اللسان، لأنها
تُسجل عليك.
هذه وصيّة الرسول صلى
الله عليه وسلم: « مَنْ كانَ يُؤْمن
بالله واليومِ الآخرِ »، يعني: الإيمان
الكامل: « فليقل خيرًا أو
لِيَصْمِت »
يعني: لا يتكلم إلاّ بخير، ويفكر فيما يريد أن يتكلم به، فإن كان الكلام خيرًا تكلم به، وإن كان شرًا سكت، فالكلمة إما لك، وإما عليك، وما من شيء أحقُّ
([1])أخرجه: البخاري رقم (6475)، ومسلم رقم (47).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد