ولهما عن سَهلِ بن سَعدٍ رضي
الله عنهما مرفوعًا: «مَنْ يَضْمَنْ لي ما بَيْن لَحْيَيْه، وما بينَ رِجْلَيْهِ،
أضْمَنْ له الجنة» ([1]).
وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما أخوَفُ ما
تخاف عليَّ؟ فأخذَ بلسانِ نفسِه ثم قال: «كُفَّ عليكَ هذا» ([2]).
****
بطول حَبْسٍ من
اللسان، فالسكوت سلامة كما قالوا في المثل، ورب كلمة يقولها المرء تورد صاحِبها
الموارد، ورب كلمَة تقول لقائلها: دعني.
قوله: « من يضمن »أي: يتكفلُ « ما بين لحييه »يعني: اللسان، أي: ما بين الفكين الأعلى والأسفل،
وهو اللسان. « و ما بين رجليه » يعني: الفرج، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ
أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ﴾ [المؤمنون:5-6]، هذه من صفات
المؤمنين، فمن حفظ لسانه وفرجه إلا ما أحله الله له، ضمن له الرسول صلى الله عليه
وسلم الجنة، ومن لم يحفظهما فهو متوعد بالنار.
وأمّا قوله: « ما أخْوَفُ ما تخافُ عليّ.... »فهذا الصحابي سفيان ابن عبدالله رضي الله عنه الثقفي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكثر شيءٍ يتخوفُه النبيُّ من أن يقع فيه؟ فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: « كفَّ عليك هذا »دلَّ هذا على أنَّ اللسان أخطر شيءٍ على الإنسان، فعليك أن تحذر من لسانك؛ لأنه سلاح ذو حَدَّين، فهو إما أن يَقْتُلَك وإما أن تَقْتُلَ به خصمك، فعليك أن تحفظه مثلما تحفظ السلاح، لئلا يقتلك، لأنه لو كان معك سلاح فإنك تتوثق منه وتُأمِّنه لكي لا يقتُلَك، وهكذا لسانك
([1])أخرجه: البخاري رقم (6474).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد