المستحسنة كالحثِّ على الكرم والشجاعة، وإغاثة
الملهوف، والمروءة وحُسن الجوار، ولا شكَّ أن المرء ينتفع بهذا الكلام ويكون له
تأثير في تحفيزه على الصفات الفاضلة، إضافة إلى الفائدة في اللغة والبلاغة
والفصاحة، صحيح أنَّ في الشعر غير ذلك من الأغراض غير المحمودة، فحَسَنُه حَسَنٌ
وقَبيحُه قَبيحٌ، والمقصود من الشِّعر الشِّعرُ القديم الفصيح؛ لأنَّ بعض الشعر في
هذه الأيام تأثر بالشعر الغربي من حيث الحداثة والمفاهيم الغريبة التي أفسدت ما
كان عليه الشعر قديمًا.
فكما أنَّ « من الشعر حكمة »كذلك فإنَّ« من البيان وهو الكلام المنثور غير المنظوم سحرًا »
، أي: إنَّ
منه لنوعًا يحِلُّ من العقول والقلوب في التَّمويه محل الشِّعر، فإنَّ الساحر بسحره
يُزيِّن الباطل في عين المسحور حتى يراه حقًّا، وكذلك المتكلم بمهارته في البيان
والشعر، وتفنُّنه في البلاغة وترصيف النظم، فإنه يسلب عقل السامع، ويشغله عن
التفكُّر والتدبُّر فيه، حتى يخيَّل إليه الباطل حقًّا والحق باطلاً، فتجد مثلاً
بعض الخطباء الذين أُعطوا حظًّا من البلاغة والفصاحة والبيان ما يستميلون به قلوب
الحاضرين فيسحرونهم ببلاغتهم وفصاحتهم، ولهذا تسمّى البلاغة سحرًا، ولكنه سحر حلال
إذا ما استُخدم في الحق، أما سحر الساحر فهو حرام قطعًا.
ولذلك اختلف أهل العلم في هذا الأمر فقالوا: هل قول النبي صلى الله عليه وسلم في البيان« وإنَّ من البيان لسحرًا » هو من باب المدح أم الذَّم؟ والصحيح أن البيان على قسمين، الأول: أنْ يستخدم لنصرة الحق
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد