×
شرح كتاب الكبائر

 الله يكون في النار، أما الذي يُعبد وهو لا يَرضى، فلا يَدخل في مفهوم الآية، فالأنبياء لا يَرضون أن يُعبدوا من دون الله عز وجل، وعيسى عليه السلام ما عُبد إلا بعد أن مات، وكذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم كان ينكر الغلو فيه واتخاذه ندًا لله، فلمّا مات صلى الله عليه وسلم غالى فيه القُبوريون وجعلوا له تصرفًا في الأمور التي لا يقدر عليها إلاَّ الله عز وجل، فهم جعلوه إلهًا بذلك.

وقال: سبحانه وتعالى  ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ [الزّخرُف: 57 - 58]، يعني ما ذكروا عيسى إلاّ من باب المجادلة بالباطل، فهم يعرفون أنَّ عيسى لا يدخل النار، لأنَّه نبي الله، وهو الذي ينهى عن الشرك، ولهذا قال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام: ﴿مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ [المَائدة: 117].

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: « كفى إثمًا أن لا تزال مخاصمًا » ([1]). وهذا كالحديث الذي قبله، فإنَّ كثرة المخاصمة تُفضي غالبًا إلى المخاصمة بالباطل، وللأسف فإنّا نجد بعض الناس لا يكون همُّه إلاّ الاعتراض دائمًا على الغير وإثارة الشُّبهات، وهذا لا يفعله إلاّ بعض المتعالِمين، فتجده يخالف الناس ويتَّهمهم بالخطأ وما ذاك إلاّ لهوًى، أو كبرٍ في نفسه.

*****


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (1994).، والدارمي رقم (301).