وأمّا قوله صلى
الله عليه وسلم: من يُحرم الرِّفق يُحرم الخير كلَّه معنى قوله صلى الله
عليه وسلم: يُحرم الرفق يعني: لا يوفَّق له، بل تكون فيه الشِّدة، والعُنف
وسرعة الغضب والاشتداد، فإنه يُحرم الخير النّاشئ عن الرِّفق، وهذه عقوبة لمن استعجل
الأمور، وطاش واشتد، وتعجَّل ولم يتصبَّر، فهو فوَّت على نفسه الخير الذي يناله لو
أنه تحلَّى بالرِّفق واللين.
وفي الحديث دعوة للعلماء والدُّعاء والمصلحين بأن يرفقوا ويرحموا الآخرين ليُوصلوهم إلى بَرِّ الأمان، قال سبحانه لنبيِّه موسى وأخيه هارون عليهما السلام حينما أرسلهما إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا﴾ [طه: 44]، أي: قولا لفرعون وهو أفجر الناس وأكفرهم قولاً لطيفًا ولينًا وغير خَشِنٍ، فكيف إذا كان الخطاب مع المسلمين؟! وولاة أمور المسلمين.
الصفحة 6 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد