ومن الكذب على الله
الكذب على الله في أسمائه وصفاته، وذلك بأن تُأوَّل وتحرَّف عن معانيها، ثم يقال:
هذا مراده بها، نسأل الله العفو والعافية. أو يجحدها وينفيها عنه.
ثانيًا: الكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم، كأن يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم كذا أو
أحلَّ كذا، وليس الأمر كذلك، ويدخل في هذا رواية الأحاديث المكذوبة عليه صلى الله
عليه وسلم ونسبتها إليه وهو صلى الله عليه وسلم لم يقلها، لأنَّ كلامه صلى الله
عليه وسلم إخبار عن الله سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: « من كَذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا
فليتبوَّأ مَقعدَه من النَّارِ » ([1]).
ثالثًا: الكذب على أهل
العلم: بأن يُنسب لهم الأقوال في المسائل والأحكام والفتاوى وهم لم يقولوها، وإنما
نقلها الناقل ليؤيد رأيه أو فكره، أو ما يدعو إليه، فإنَّ الكذب على العلماء هو
كالكذبِ على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، « فالعلماء وَرَثةُ الأنبياء » ([2]).
رابعًا: الكذب على الناس، كالكذب في البيع والشراء والنكاح وسائر المعاملات، وإذا كان الكذب في شريعتنا لا يجوز على مَن خالفونا في ديننا، فهو من باب أوْلى لا يجوز على المسلمين، وكذلك فإنَّ من الكذب على الناس نَقْل الأخبار دون تثبُّت وتحقُّق، فمِن الناس من يستمتع بنقل الأخبار، حتى وإن كانت كاذبة ومختلقة، يريد أن يُشبع نهمته ويضيِّع وقته، وما عَرف أن خبرًا كاذبًا قد يكون سببًا في إراقة
([1])أخرجه: البخاري رقم (1291)، ومسلم رقم (3).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد