عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّ الصِّدقَ يَهْدي إلى البِرِّ،
وإنَّ البِرَّ يَهْدي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجل لَيَصْدُق، حتى يكون صِدِّيقًا،
وإنَّ الكذبَ يَهْدي إلى الفُجور، وإنَّ الفُجورَ يَهْدي إلى النَّارِ، وإنَّ
الرَّجلَ لَيكذبُ حتَّى يُكتبَ عند الله كذّابًا». أخرجاه ([1]).
وفي «الموطأ» ([2]): «لا يَزالُ الرَّجلُ يَكذبُ ويتحرَّى الكذبَ، فيُنكَتُ في قَلْبِهِ نكْتةٌ
سَوداءُ، فيَسْوَدُّ قلبُه، فيُكتبُ عند الله من الكاذبين».
****
الدماء، أو يكون
سببًا في هَدم البيوت والأُسر، أو قطع حِبال المودة والقُربى، أو حدوث ما لا تحُمد
عُقباه، ولذلك قال الله سبحانه في كتابه العزيز: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ
فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا
فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحُجرَات: 6]، لهذا جاءت الآيات التي
ساقها المصنِّف لِتُبيِّن حَجم العقاب الذي ينتظر الكاذبين بأنه ﴿عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [النحل: 117] أي: موجع مهين، وفي
الآية الأخرى قال: ﴿وَيۡلٞ
لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ﴾ [الجاثية: 7]، والويل: هو وعيد شديد، والأفّاك: هو كثير الإفك، وهو
الكذب.
قوله صلى الله عليه وسلم فيما رفعه ابن مسعود: « إنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة..» الصدق: هو مطابقة الخبر للواقع، فإنَّ المسلم إن بقيَ ملتزمًا بالصِّدق فيما يقول ويفعل، فإنه إذا أراد أن يقول تحَرَّى وتثبّت، لأنَّ هذا الصدق يقوده إلى البِرِّ، والبِرُّ هو جماع
([1])أخرجه: البخاري رقم (6094)، ومسلم رقم (2607).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد