النبي صلى الله عليه
وسلم: « آية المنافق ثلاث:
إذا حدَّث كذبَ، وإذا وَعَدَ أخلف، وإذا اؤتُمن خان » ([1])، ولقد تقدَّم معنا
في بداية الباب نَفْيُ الإيمان عن الذين يكذبون، فإما أن يُنفى أصل الإيمان فيكون
كافرًا، وإمّا أن يُنفى كمال الإيمان فيكون مؤمنًا، ولكنه ناقص الإيمان، فالمؤمن
إن كذب كان ناقص الإيمان؛ يعني: لا يُنفى عنه أصل الإيمان، والحاصل أنَّ المؤمن
يحب أن يَبتعد عن الكذب سواء في القول أو الفعل.
وأما قوله صلى الله
عليه وسلم في حديث ابن عمر: « إذا كذب العبد
تباعَدَ المَلَكُ مِيْلاً من نَتْنِ ما جاء به ». المعنى: أنَّ العبد إذا كذب ولو مرَّةً واحدةً تباعَدَ
عنه المَلَكُ الذي يسجل أعماله وأقواله، بسبب نَتْنِ ما جاء به، لأنَّ الكذب
له رائحة معنوية لا نشعر بها، ولكنّ المَلَك يشعر بها.
وفي هذا الحديث
إضافة لما سبق أنَّ من مساوئ الكذب: أنَّ الملائكة الحفظة يَنْفِرون منه من سوء ما
جاء به العبد العاصي.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (2749)، ومسلم رقم (59).
الصفحة 6 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد