ومن هنا نقول: إنه لو ثبت لديك حصول شيء غير محبب لواحد من المسلمين فعليك أن تستر عليه، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » ([1]) ثم عليك أن تنصحه فيما بينك وبينه، فإنَّ « الدين النصيحة » ([2]) كما قال، هذا هو العلاج، أما الكلام بمجرد الظن والوقوع في أعراض الناسِ ولا سيما ولاة الأمور والعلماء في المجالس فهذا ممّا لا يجوز، وعلى المسلم أن يكفَّ لِسانه إلا عن شيءٍ فيه مصلحة أو إصلاح وخير، فقد بَيَّن لنا الرسول الضابط في القول وعَدَمِهِ حيث قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت([3]) ».
قال الله تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ
أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ
ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 114].
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (2442)، ومسلم رقم (2580).
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد