قال الشاعر:
لم تُعْطَ مَع
أذنيكَ نُطقًا واحدًا *** إلا لِتَسمَعَ ضِعفَ ما تتكلمُ
يشير الشاعر هنا
أنَّ الإنسان لا يملك إلاّ لسانًا واحدًا، في حين أنَّه يملك أذنين اثنتين ليسمع
ضعف ما يتكلم، ولهذا عليه أن يتثبت قبل نقل الحديث، وفي هذا السياق جاء قوله تعالى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ
قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ﴾ [الحُجرَات: 6]، وقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ
مُؤۡمِنٗا﴾ [النِّسَاء: 94] فالإنسان يبقى في عافية وخيرٍ ما لم يتكلَّم، فإذا
تكلَّم فقد ألْزَمَ نفسه بما قال، وفي الحديث: « مَنْ كان يُؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ
خَيْرًا أو لِيَصْمِت » ([1])، فإذا سمعت كلامًا
لا خير فيه فمن الحكمة أن تغفل عنه، وإن كان خيرًا نقلته ونشرته.
ومن المعلوم أنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين قد توعدهم الله بالعذاب العظيم حيث قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [النُّور: 19]، وهذه الآية نزلت في حادثة الإفك، بحيث وقع البعض في عِرض أم المؤمنين عائشة بنت الصدِّيق، فكان الذين تحدثوا في حادثة الإفك يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا([2])، وقد توعَّدهم الله بالعذاب الأليم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6018)، ومسلم رقم (47).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد