فالرسول صلى الله
عليه وسلم يقول: « إنَّ من البيان
لسحرًا » ([1])، فالمُزور يَقلِبُ
الحقائق على الناس ببلاغته، فإذا استعمل البلاغة في الخير فهذا أمر طيب، أما إذا
استعملها في الشر، فهذا أمر قبيح، فالبلاغة سلاح ذو حدين، يجب استعماله في الخير
والدعوة إلى الله، لا أن يُستغل في الشر.
أما قوله صلى الله
عليه وسلم: « إنَّ الرجل ليخرج من
بيته ومعه دينه ». هذا من التملّق
كما سبق، وهو أن تلقى الرجلَ لك إليه حاجة، فتمدحه بما ليس فيه، فتكون بذلك قد
كذبت، والكذب يضر بالدين والإيمان، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الرَّجل ليخرج من بيته
ومعه دينه »أي: معه إيمانه،
فيخلعه عند هذا الرجل بالتملّق، والواجب على المسلم أن يتجنّب هذه الخُصلة،
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة
بلسانها » ([2])، وقد خصَّ صلى الله
عليه وسلم البقرة من بين البهائم لأنَّها تأخذ النبات وتحتشُّه بلسانها، وكذلك
البليغ المتشدِّق يدير لسانه وفمه حال التكلم، كما تفعل البقرة بلسانها.
*****
([1])أخرجه: البخاري رقم (5767).
الصفحة 3 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد