لا تسمعك يا محمد، قلوبنا مغلَّفة فلا يصل إليها
الكلام، وهم يكذبون، فالله لم يغلِّف قلوبهم، ولكنَّهم هم الذين غَلَّفوها فلم يعد
يدخل الخير فيها، ثم قال سبحانه: ﴿بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ
بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ فلو أنهم استجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأكرمهم الله، ولكنهم هم
الذين تسببوا بتغلفة قلوبهم وإقفالها.
والقلب الثالث:«قلب منكوس»
وهو قلب المنافق، لأنه عرف الحق ثم رفضه، يعني: أنه انتكس، أي: انقلب فخرج منه ما
دخل فيه من الخير، أما الكافر فهو أصلاً لم يُرِد الحق ولم يقبله، والنفاق
نوعان:
النفاق الأصغر: وهو
نفاق العمل وهو قد يقع من المؤمن، كالكذب، أو إخلاف الوعد، فيكون فيه خصلة من
النفاق حتى يَدَعها.
والنفاق الأكبر: هو
النفاق الخالص، وليس فيه إيمان أصلاً، ويسمّى النفاق الاعتقادي.
والنوع الرابع: «قلب مُصْفَح»، وهذا هو القلب الذي اجتمع فيه الإيمان والنفاق الأصغر، أي: العملي، فكما أسلفنا فالنفاق قسمان: نفاق اعتقادي، ويكون قلب صاحبه منكوسًا والعياذ بالله أي: مقلوبًا رأسًا على عقب، ونفاق عملي، ويكون قلب صاحبه مُصْفَح، أي: مائل عن الحق، ويكون عند صاحبه بعض صفات الإيمان، وبعض صفات النفاق، ويكون حسب ما يغلب عليه، فإن غلب عليه الإيمان سَلِمَ، وإن غلب عليه النفاق... هلك، وهذا النوع من النفاق خطير؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد