لأنَّ صاحبه وإن لم
يكن عنده نفاقٌ اعتقادي، فإنه يُخشى عليه أن يُجرَّ إليه إن لم يتب من النفاق
العملي، هذا ما خافه الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته كما في الحديث الذي رواه
أبوسعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا
أُخبركم بما هو أَخوفُ عليكم عندي من المسيح الدَّجال؟» قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الشرك
الخَفيّ، أنْ يقوم الرجل يصلي فيُزين صلاته لما يرى من نَظَر رَجُلٍ» ([1])، هذا نفاق خفي، ويقع
من بعض المؤمنين، وهو خطير جدًّا، ولكن إذا غلب عليه الإيمان صار من أهل الإيمان،
وإن غلب عليه النفاق صار من أهل النفاق، وفي هذا دليل على أن النفاق العملي يَجرُّ
إلى النفاق الاعتقادي.
*****
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4204)، وأحمد رقم (11252).
الصفحة 12 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد