وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«القلوبُ أربعةٌ: قلبٌ أجْرَدُ فيه مثلُ السِّراج يُزهِر، وقلبٌ أَغلَفُ مَربوطٌ
بغلافِه، وقلبٌ مَنْكوس، وقلبٌ مُصْفَحٌ، فأما القلب الأَجرد فقَلبُ المؤمن،
فسِراجُه فيه نور، وأمّا القلبُ الأغلَفُ فَقلبُ الكافرِ، وأما القلبُ المَنْكوس
فقلبُ المنافقِ الخالصِ، عَرَفَ الحقَّ ثم أَنكَر، وأمَّا القلبُ المُصْفَح فقلبٌ
فيه إيمانٌ ونفاقٌ، ومَثَلُ الإيمان فيه كمَثَل البَقْلةِ يُمِدُّها الماءُ
الطيِّب، ومَثَلُ النِّفاقِ فيه كمَثَل القَرْحَةِ يَمِدُّها القَيْحُ والدمُ،
فأيُّ المادَّتين غَلبتْ على الأخرى غَلبتْ عليه» ([1]).
يغطي جزءًا منه، كما
يغطي الإصبع جزءًا من الكف، حتى إذا تكاملت الخمسة أصابع، غطت جميع الكف، فكذلك
القلب عندما تكثر الذنوب، يتكامل غطاؤه بالنكت السوداء، فيكون هذا هو الران، ثم
يطبع على القلب، ثم هناك ما هو أشد من ذلك، وهو الإقفال على هذا القلب، قال تعالى:﴿أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ
أَقۡفَالُهَآ﴾ [محَمَّد: 24] فهي مقفلة لا يدخلها شيء من نور الإيمان، ولا يخرج منها شيء من الخير،
والعياذ بالله.
القلوب أربعة أنواع:
قلب أجردَ يعني: أبيض ليس فيه غلّ ولا غش، فهو على أصل الفطرة، فيه مثل السِّراج يزهر، أي: يتلألأ، وهذا الأصل في قلب المؤمن أن فيه نورًا من الله تعالى، وهذا كما في قوله تعالى:
([1]) أخرجه: أحمد رقم (11129).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد