وقال الأعمش: أرانا مجاهدٌ بيده قال: كانوا يَرَونَ أنَّ القلب في مثل هذا
-يعني الكَفَّ- فإذا أذنبَ العبد ذنبًا ضُمَّ منه، وقال بإصبَعه الخنصر هكذا، فإذا
أذنبَ ضُمَّ، وقال بإصبَعه الأخرى هكذا، فإذا أذنبَ ضُمَّ، وقال بإصبَعٍ آخرَ
هكذا، حتى ضَمَّ أصابعَه كلَّها، قال: ثم يُطْبَع عليه بطابَع، وكانوا يَرَونَ
أنَّ ذلك هو الرَّانُ. رواه ابن جرير ([1])، عن أبي كريب عن وكيع عنه بنحوه.
وعن مجاهد أيضًا قال: الرَّانُ أيسَرُ من الطَّبْع، والطَّبعُ أيسَرُ من
الإقفالِ ([2]).
*****
لا يؤجل التوبة، بل يبادر بها، حتى ينظّف قلبه
من هذه الآفة.
وفي الحديث بيان مدى
خطر الذنوب على القلب، وفيه أن علاج ذلك بالتوبة إلى الله عز وجل، فالمرض العضوي
نعالجه عند الأطباء بالأدوية، بينما المرض المعنوي لا يحتاج إلى التردد على
الأطباء وإنفاق الأموال، لأنَّ التوبة كلمة واحدة تقولها بصدق فتجلوا بها قلبك من
هذه الآفات الخطيرة.
هذا يفسر الحديث الذي قبله، فكلما أذنبَ العبد انطبق إصبع من أصابع يده حتى تنطبق الخمسة أصابع، وهذا تمثيل أراهم إيّاه مجاهد لتقريب المعنى، وبيان كيفية ملء القلب بالنكت السوداء، نكتة بعد أخرى، فأَخذ يده وبسطها، وكلما أذنبَ ذنبًا قبض إصبعًا حتى تكاملت الخمسة أصابع، وكذلك الذنوب تتوارد على القلب، وكل ذنب
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد