وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
المؤمنَ إذا أذنَبَ ذَنْبًا كانت نُكتةٌ سوداءُ في قلبه، فإن تابَ ونَزَعَ
واستغفر، صُقل قلبه، وإن زاد زادت، حتى تَعلُوَ قَلْبَهُ، فذلك الرَّانُ الذي قال
الله تعالى فيه: ﴿كَلَّاۖ
بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾[المطفّفِين: 14] »، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح ([1]).
من أسباب مرض القلب وقسوته
وموته وإصابته بتلك الآفات القلبية: الذنوب، فإذا أذنبَ العبد نُكت في قلبه نُكتة
سوداء، فأصل قلب المؤمن أبيض نظيف، لكنه إذا أذنب صاحبه نُكت فيه نكتة سوداء، فإن
عاد إلى الذنب زادت هذه النكتة حتى تغطي قلبه، وذلك الرَّان الذي قال الله عز وجل فيه:
﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ
قُلُوبِهِم﴾، يعني: غطَّاها ﴿مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ من المعاصي والسيئات، وليس
هناك أحدٌ معصوم من الذنب، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كلّ ابن آدم خطّاء
وخير الخطائين التوابون» ([2])، ليس هناك أحدٌ
معصوم إلاَّ الرسل عليهم الصلاة والسلام بما عُصموا به، وإلاّ فالكلُّ معرَّضٌ
للخطأ، فالمؤمن إذا تاب من الذنب تاب الله عليه، وذهبت هذه النكتة وعاد القلب أبيض
كما كان، وهذا مما يَحثُّ المسلم على المبادرة إلى التوبة لأجل أن يُنقِّي قلبه
مما أصابه.
والواجب على المسلم أن لا يتساهل في الذنوب، أو يقول في نفسه: الناس تعمل أكثر من هذا، وأنا سأتوب لاحقًا، ويعطي نفسه المهلة بالتسويف، لأنَّ الشيطان هو الذي سوَّل له هذا، فعلى المسلم أن
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3334)، وابن ماجه رقم (4244)، وأحمد رقم (7952).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد