ولكن تكون سرًّا بأن تكون المناصحة بينك وبينه دون التشهير به، فإن قبل فهذا هو المطلوب، وإن لم يقبل برئت ذمتك، هكذا تكون نصيحة ولي الأمر، أما الإنكار في المجالس والمحاضرات والخطب، وإثارة الناس على ولاة الأمور، فهذا هو المنكر بعينه، وهو أشد من المنكر الذي فعله ولي الأمر، لأنه يسبب الفتنة ويثيرها في الخروج على وليّ الأمر.
ومعلوم أن ما يترتب
من المفاسد بالخروج على ولي الأمر أعظم من المنكر الذي يرتكبه وليُّ الأمر، كما
حصل من الخوارج والمعتزلة الذين أنكروا علانية، فحصل ما حصل من سفك للدماء، وإثارة
للفتن، وتفريقٍ للكلمة وما تبع ذلك من مصائب على الأمة.
ومما يجدر ذكره أن
من أصول المعتزلة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن سمع هذا يقول: هذا أمر
طيب، لكن هم لا يقصدون هذا، وإنما يقصدون الخروج على ولاة الأمور ويسمون هذا أمرًا
بالمعروف ونهيًا عن المنكر!. ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أنه تجب طاعة
ولاة الأمور ويحرم الخروج عليهم ما لم يرتكبوا كفرًا بواحًا عليه من الله برهان
ولو جاروا ولو ظلموا ولو فسقوا ما لم يخرجوا من الدين. والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر واجب لكن يكون على ما توجبه الشريعة لا على ما تراه الفئات الضالة.
*****
الصفحة 10 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد