ورد الشبهات التي
يُدلون بها، فهذا من الجهاد في سبيل الله.
والجهاد أنواع،
الأول: مجاهدة الإنسان نفسه، والثاني: جهاد الشيطان بمخالفة أمره، وفعل نهيه،
والثالث: جهاد العصاة والمخالفين وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرابع:
جهاد المنافقين وذلك بالردِّ عليهم، وكشف شبهاتهم، وفضح سرائرهم، حتى يُعرفوا بين
الناس ولا يُغتر بهم، والخامس: جهاد الكفار والمشركين وذلك بالسلاح وخوض المعارك،
ومعنى الجهاد باللسان في هذا الحديث: الإنكار، فقوله: «جاهدهم»: أي: أنكر
عليهم.
وقوله: «بيده» أي: منعهم وأدبهم
إذا كان له سلطة باليد لإزالة المنكر، فالسلطان لا يكفي أن ينهى عن المنكر بلسانه
فقط، بل لا بد من إزالته بيده، من هدم أوكار الفساد، وإتلاف أدوات العصاة، وضربهم
تعزيرًا وتأديبًا لهم، وإقامة الحدود عليهم إذا اقتضى الأمر ذلك، إما أن يقوم بذلك
بنفسه أو من ينوب عنه من رجال الحِسْبة، فلا أحد يعترض عليهم، لأن هذا من
صلاحياتهم، وكذلك صاحب البيت ينكر على مَنْ في البيت بيده، لأن له سلطة في بيته،
يضرب ويؤدب، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، هذا هو الإنكار باليد.
أما الإنكار باللسان فالذي ليس له سلطة، وعنده علم ومعرفة، يكون إنكاره ببيان الحق والردِّ على الباطل، سواء كان ذلك بالخطب أو المحاضرات أو الدروس، أو النهي عن المنكر والتحذير منه، فإذا رأى العاصي يفعل المنكر ينصحه ويعظه ويذكره بالحكمة والموعظة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد