×
شرح كتاب الكبائر

 الإمكانية، فإنه يؤجر على نيَّته، وعلى العكس، فإنَّ الذي يتمنى أن يكون مثل أهل الشر لو استطاع يكون مثلهم في الإثم، كأن يكون مثل الرجل الغني الذي يبذِّر في المعاصي والسيئات، فيقول: لو أنَّ لي مثل ماله لعملت مثله، فهو واقعٌ في الإثم مثله، والعياذ بالله، فهذا دليل على أن تمني المعصية يُلْحِق الذي تمنّاها بمن فعل المعصية.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَل هذه الأُمة كمثل أربعة رجال: رجل آتاه الله مالاً وعلمًا فهو يعمل في ماله بعلمه» وهذا الرجل يراه رجلٌ آخر ليس عنده مالٌ وعنده علم، لكنه يتمنى أن يكون مثله لو استطاع، فهذا له مثل أجره.

وقوله: «ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علمًا فهو يتخبط في ماله لا يدري ما له ممَّا عليه»، فالذي يتمنى أن يكون مثله، يلحق به في الإثم.

والرابع: «رجل لم يؤته الله مالاً ولا علمًا فقال: لو كان لي مثل مال فلان لعملتُ فيه مثل ما عمل فلان» هذا كان يتمنى أن يكون مثله في الشر، فيكون في الإثم مثله، لقوله: «فهما في الوزر سواء» ففي هذا دليل على أن تمني المعصية يُلحق صاحبها بأهل المعاصي ولو لم يعمل بالمعصية عجزًا، ولكنه دخل في ذلك بحسب نيته.

*****


الشرح