كمثل الخامة من الزرع
من حيث أتتها الريح كَفَأَتها، فإذا اعتَدلتْ تَكفَّأُ بالبلاء، والفاجرُ كالأَرزة
صَمَّاءَ معتدلةً حتَّى يقصِمُها الله إذا شاء»([1])، فالزرع يُقلبّه
الهواء، وقد شبّه الكافر بالأرزة، وهي شجرة صلبة لا يميلها الهواء، ولا يمكن
إمالتها إلاَّ بالكسر بخلاف المؤمن الذي شُبِّه بالخامة، وهي الطريّ الليِّن الرطب
من الزرع، يُميلها الهواء يمينًا وشمالاً؛ ولكنَّ الكافرين يُستدرجون، وهو سبحانه
يملي لهم، قال تعالى: ﴿وَلَا
يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ
إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ﴾[آل عِمرَان: 178]، وقد يسأل السائل
فيقول: ما لنا نرى المسلمين في مصائب ومجاعات وقتل وخوف وقلق، وأما الكفار ففي
رخاء ونعمة وقوة في هذه الدنيا؟ نقول: هذه حكمة الله عز وجل وهذا فيه خير للمسلمين
لما سبق بيانُه، وأمَّا ما يحصل للكفار من الإمداد والنعم، فهو دليل شرٍّ لهم واستدراج.
*****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5644)، ومسلم رقم (2810).
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد