×
شرح كتاب الكبائر

 نبيك؟ لا يستطيع الجواب وإن كان متعلّمًا في الدنيا، ويملك الفصاحة، ومتبحرًا في العلم، لأنَّه كان عنده شك في دينه، وفي عقيدته، فهو لا يستطيع الجواب فيقول: ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، وهذا من باب التقليد، ومعايشة الناس بلا علم، لا بالدين ولا بالله، فيُنزع منه العلم في القبر، ويبقى متحيِّرًا كما كان متحيِّرًا في الدنيا، ومات على الشك والنفاق، فهو لا يستطيع الجواب، فينادي منادٍ: أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حَرِّها وسَمومها، ويُضيِّق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه والعياذ بالله ويكون في حفرة من حفر النار، فالقبر روضة من رياض الجنة على المؤمن، وحفرة من حفر النار على الكافر والمنافق، وهذا سببه أنه لم يتفقه في دينه قبل أن يموت ويعمل به، فهذه عاقبته.

وأمّا المؤمن فإنَّه يرى في قبره مقعده في الجنة، ومنزلته فيها، ويتمنى أن تقوم الساعة كي يذهب إلى منزله، والمنافق يُفتح له بابٌ إلى النار، فيرى منزله فيها، فيقول: ربِّ لا تقم الساعة، لأنه يعلم أن ما بعد القبر أشد، ويتمنى أن لا تقوم الساعة، لأنه يرى مآله، والعياذ بالله.

فهذا الحديث فيه التحذير من الجهل والشك في الدين، وفيه الحث على تعلُّم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع، لأنَّ مَن لم يعرف أمور دينه على بصيرة لا يكون فقيهًا، وفيه الحث على العمل بطاعة الله، حتى يؤول إلى المآل الطيب.

*****


الشرح