×
شرح كتاب الكبائر

 علامة على أن الله لم يرد بهذا العبد خيرًا، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. وأيضًا قال: «في الدين»، فالفقه يكون في الدين، وذلك بمعرفة الأحكام الشرعية، وليس الفقه الذي يُسمُّونه الآن: فقه الواقع الذي هو معرفة أمور السياسة وما يجري في العالم، ونقول لهؤلاء إنك لن تفقه الواقع إلاّ بعد أن تتفقه في الدين، أما بدون ذلك فلا.

أما حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، فهو حديث طويل، جاء فيه وصف الاحتضار عند الموت، وطريقة نزع الروح من الجسد، وما يجري على العبد إذا وُضِع في قبره، حيث يأتيه ملكان، وتعاد روحه إلى جسده فيحيا حياة برزخية، تختلف عن الحياة في الدنيا، فيقعدانه ويسألانه: من ربك؟ ما دينك ومن نبيك؟ فالمؤمن الذي تفقه في دين الله وعمل به في الدنيا، واستقام على الحق في حياته، يكون الجواب عليه يسيرًا فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينادي منادٍ: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيوسّع له في قبره مدّ بصره، ويأتيه من رَوح الجنة وريحها، وينوّر له في قبره، ويصبح في روضة من رياض الجنة، نسأل الله الكريم من فضله.

وقوله: «وأنَّ المرتاب»، المرتاب: هو الشاكّ في دينه الذي لم يدخل الإيمان في قلبه، وإنما تابع الناس على ما هم عليه، وعاش معهم دون اقتناعٍ بهذا الدين، وإنما التزم به ظاهرًا، ليعيش مع الناس، وهذا حال المنافقين والعياذ بالله الذين أسلموا في الظاهر، وهم كفار في الباطن، فإذا جاء أحدَهم الملكان وسألاه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن


الشرح