يبادرونه بالمعاصي،
وإذا كانوا مع الناس أظهروا لهم الخير والعبادة والتمسك بالدين، وإذا خلوا استحلوا
الحرمات وارتكبوا الآثام، لأنَّ الذي يهمهم أمر الناس وليس الله سبحانه، هذه هي
صفة المنافقين، فهم كما وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا
خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ
مُسۡتَهۡزِءُونَ﴾[البَقَرَة: 14]، وصنيعهم هذا من الجفاء في الدين وعدم الرغبة والمحبة
فيه، وهذا شأن المنافق دائمًا مع الدين فهو يعتنقه ظاهرًا ليعيش بين الناس،
لمصالحه الدنيوية، ثم قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَهُمۡ﴾ فالله معهم لا يخفى عليه سرَّهم، لأنه سبحانه يعلم
ظاهرهم وباطنهم، ويعلم سرهم ونجواهم، وما يبطنون وما يعلنون، وهذه معية عامة،
ومعناها: الإحاطة والعلم، فهو سبحانه مطَّلع عليهم أينما كانوا، ويحصي عليهم
أعمالهم، مهما حاولوا التستر والخداع والمكر، لأنهم مهما حاولوا خداع الناس لأنَّ
الناس ليس لهم إلاَّ الظاهر، فلن يستطيعوا خداع الله عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ﴾ [النِّسَاء: 142]، أي: يستدرجهم
ويملي لهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، وخداع الله تعالى محمود، لأنَّه في محله، وهو
عدلٌ منه سبحانه وجزاء على أعمال المنافقين السيئة، وخداع البشر مذموم، لأنه بغير
حق.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «إن ممّا أدرك الناس من كلام النبوَّة» أي: ممّا بقيَ من حكمتهم على
أَلسنة الناس، ولم يُنسَخ فيما نُسخ من شرائعهم.
«إذا لم تستح فاصنع ما شئت» ظاهر هذا الحديث أنَّ الذي لا يبالي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد