بالذنب ولا يستحي من
الناس ولا من الله تعالى، يصنع ما يشاء من القبائح، لأنه ليس عنده حياءٌ يحجزه،
فمَن فقد الحياء، صنع ما شاء من القبائح، وقوله: «فاصنع ما شئتَ» فيه
توبيخٌ شديد، أو هو للتهديد، أي: افعل ما شئت فسوف ترى عاقبة ذلك الصنيع، وهذا فيه
أيضًا ذم عدم الحياء، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: «الإيمان بضع وستون شعبة،
أعلاها: قول لا إله إلاَّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من
الإيمان»([1])، فالحياء هو الذي
يمنع الإنسان من عمل ما لا يليق، ولهذا فهو شعبة من الإيمان وهو محمود، وفي الحديث
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء فقال له: «دعه،
فإنَّ الحياء لا يأتي إلاَّ بخير»([2]).
والحياء خلق محمود جعله الله في الإنسان ليمنعه عما لا يليق فِعْلَه، فهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان، وهو خُلُقٌ يكف الإنسان عن الرذائل والذنوب والمعاصي والسخافات، فإذا فقد الإنسان هذا الخلق، فإنه لا يبالي أن يصنع ما يشاء، وهذا واقع ونراه في مجتمعاتنا، فبعضهم من قلة حيائه لا يبالي بما يفعل من المعاصي والقبائح والرذائل، أو حتى الفواحش أو التكلم بالكلام القبيح، كما يفعله بعض الصحفيين من الكلام في الأحكام الشرعية وتنقص العلماء وهو لا يفهم من الدين شيئًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (9) ومسلم رقم (35).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد