جاحدًا لوجوبها فهو مرتد
ويُستتاب، فإن لم يتب فإنه يُقتل، وإن كان يقرُّ بوجوبها ولكنه يمنعها بخلاً،
فإنها تؤخذ منه قهرًا، وهذا من مسؤولية ولي الأمر، ويعطيها للفقراء والمستحقين،
فإن كان من منعها معه شوكة وقوة، فإنَّ الإمام يقاتله، كما قاتل أبو بكر الصديق رضي
الله عنه مانعي الزكاة، حتى أخرجوها، لأنَّ هذا حق واجب عليهم للفقراء، فالزكاة
واجبة في أصناف الأموال الأربعة، وهي: بهيمة الأنعام، والخارج من الأرض، والنقود،
وعروض التجارة التي تُباع وتُشترى، هذه هي الأموال التي تجب منها الزكاة، فإما أن
يدفعها هو وهذا هو الواجب عليه أو تؤخذ منه قهرًا.
أما حديث جابر الذي
أورده المصنف رحمه الله، ففيه أنَّه سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بني سَلِمَة، «مَنْ
سَيّدكم»؟ أي: رئيسكم، لأنه من عادة القبائل أن يعيِّنوا لهم رئيسًا يرجعون
إليه، يتكلم عنهم، ويَسُودُهم، فقالوا له: الجدّ بن قيس هو سيدنا على أنّا
نُبَخِّلُه أي: نصفه بالبخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وأيُّ داءٍ
أَدْوَأ من البخل!» أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر هذه
الصفة منقصة تحط من قدر من اتصف بها فلا يصلح للسيادة وهذا هو الشاهد في الحديث.
فالبخل عيب عظيم،
وهو لا يصلح أن يكون فيمن تصدَّروا وسادوا القوم، لذلك عيَّن لهم النبي صلى الله
عليه وسلم سيّدًا، فقال: «سيدكم عمرو بن الجموح» أي: بديلاً عن الجد بن قيس؛ لأنَّ عمرًا كان
جوادًا.
والحاصل أن البخلَ
من الأخلاق الرديئة.
*****
الصفحة 5 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد