فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا﴾[النِّسَاء: 32]، فالأفضل للعبد أن يسأل الله ليعطيه من فضله، ولا يتمنى
زوال النعمة عن الغير، فإن فضل الله واسع، وإذا تمنى الإنسان أن يكون عالمًا ينتفع
الناس بعلمه، أو غنيًّا ينفق على الفقراء من ماله، فهذا أمرٌ حسن يثاب عليه وهذا
ما يُسمى بالغبطة، ويدلُّ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد
إلاَّ في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسُلِّط على هلكته في الحقِّ، ورجل آتاه
الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلِّمها»([1])، فهذا يدلُّ على
الرغبة في الخير ولا يدلُّ على الحسد.
والحسد يحمل على
الكفر كما حمل إبليس عندما حسد آدم عليه السلام فإنَّ الله أمره بالسجود لآدم فأبى
وتكبر، وقال: أنا خيرٌ منه، فسبَّب له ذلك اللعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله
تعالى، وجعله داعية إلى كل شرّ.
والحسد حَمَلَ اليهود كذلك على الكفر، فحين بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا وأمرهم باتباعه، وهم يعلمون بأنه رسول الله إليهم وإلى الناس كافة، ولكنهم جحدوا رسالته بعد أن جاءهم ما عرفوا من الحق، والذي حملهم على ذلك هو الحسد؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم من بني إسماعيل، وهم يريدون أن تكون النبوة في بني إسرائيل، وليس في العرب، فحسدوا النبي صلى الله عليه وسلم وكفروا برسالته، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾[البَقَرَة: 89]، فحسدوا رسول الله، وحسدوا هذه الأمة على ما آتاهم الله من الفضل، قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (73) ومسلم رقم (816).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد