مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾[البَقَرَة: 109] فقد حملهم الحسد على
الكفر كما حمل إبليس من قَبلُ.
وكذلك قد يحملُ
الحسدُ الإنسانَ على قتل قريبه، كما حصل لابن آدم عندما قتل أخاه، قال تعالى: ﴿وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ
ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ
قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٢٧ لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٨ إِنِّيٓ
أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ
وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٩ فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ
مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾[المَائدة: 27-30]، وكان أول من سنَّ القتل ظلمًا وعدوانًا، ولهذا جاء في
الحديث: «لا تُقتل نفسٌ ظلمًا إلاَّ كان على ابن آدم الأول كِفلٌ من دمها؛ لأنه
أول من سَنَّ القتل»([1]).
والحسد يسبب العداوة والبغضاء بين المسلمين، ويقوض أواصر المحبة بينهم، والله عز وجل أمر المسلمين بأن يكونوا أخوة متحابين، فالحاسد إذا تغلغل الحسد في قلبه فإنه يبغض المحسود ويقاطعه لا لشيء إلاّ أنَّ الله فضّله عليه، ولا يكتفي الحاسد بهذا، بل إنه قد يتكلم في عرضه ويغتابه في المجالس ويذمُّه، وكلُّ هذا يدخل في المظالم التي يُقتصُّ لها في الآخرة، فتُذهب بحسنات الحاسد، ولهذا سيأتي في الحديث أنَّ الحسد «يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3335)، ومسلم رقم (1677).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد