وفي قول الله تعالى:﴿أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ﴾ «أم» هنا
بمعنى: «بل» نزلت في اليهود الذين حسدوا محمدًا صلى الله عليه وسلم على ما
آتاه الله من النبوة والرسالة، وكانوا يريدون النبوة في بني إسرائيل لا في بني
إسماعيل ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وفضل الله في هذه الآية هو الرسالة
ونزول القرآن والوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأهل الكتاب يعرفونه صلى الله عليه وسلم حق المعرفة، فهم يجدون صفته في كتبهم قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 146]، فحملهم هذا الحسد على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الكفر بالتوراة أيضًا التي تأمرهم باتباع محمد، وفي هذا قال الله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ١٠١ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾ [البَقَرَة: 101-102]، أي: نبذوا التوراة التي تأمرهم باتباع محمد الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، فهم نبـذوا كتاب الله ولم يتبعونه، واستبدلوه بالسحر عوضًا عن التوراة، قال تعالى: ﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾[البَقَرَة: 102]، فلما تركوا التوراة ابتُلوا بالسحر الذي هو من عمل الشيطان والعياذ بالله، كل هذا بسبب حسدهم لمحمد، وهذا أيضًا يدلُّ على خطورة الحسد، وأنه قد يؤدِّي بالإنسان إلى الكفر بالله عز وجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد