وقوله صلى الله عليه
وسلم في الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» هذا هو الواجب
على كل مسلم أن يحب لأخيه من الخير ما بحبه لنفسه، لأن المؤمنين أخوة، كما قال تعالى:
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ﴾ [الحُجرَات: 10].
فكما تحب الخير
لنفسك، أحِبّه لأخيك، وهذا لا يتأتَّى من الحاسد، فإن الحاسد لا يحب الخير لأخيه،
فلذلك لما رأى نعمة الله عليه حسده، وهذا لا يليق بالمؤمن؛ وقوله صلى الله عليه
وسلم: «لا يؤمن أحدكم»، أي: لا يكمل إيمانه حتى يتصف بهذه الصفة.
والحاصل أن الحسد
يتنافى مع كمال الإيمان، فمن حَسَدَ أخاه اعتُبر ناقص الإيمان، وليس معناه أنه
كافر، وإنما يكون قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، والمراد إذا نفَّذ ذلك بقول أو
فعل يؤذي به المحسود، أما إذا كان خاطرًا في النفس وعمل على صَدِّ نفسه عنه، وترك
التمادي في ذلك فإنه لا يضره، وأما إذا نفَّذ، بأن تكلم في عرض أخيه، أو قلَّل من
شأنه، أو قال: هو لا يستحق هذا الذي هو فيه، فهو معترض على الله، ومعاندٌ له عز
وجل في تقديره أرزاق العباد وحاجاتهم، فهذا هو الحسد المذموم.
فالواجب على المسلم أن يحب الخير لأخيه ويكره الشرّ له كما يكرهه لنفسه، فمن كان كذلك كان كامل الإيمان، حتى إنَّ الله أمر المسلم أن يدعو لنفسه ولإخوانه، حيث قال: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحَشر: 10]، وقال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محَمَّد: 19]؛ فكما تحب المغفرة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد