×
شرح كتاب الكبائر

مؤهلين لذلك، وفي هذا خطر عظيم ينبغي التنبُّه له والتحذير منه، فعلى المرء أن يعرف قدر نفسه، فلا يتكلم على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بغير علم ودراية ولم يتلق علم الحديث عن العلماء في دراسته عليهم وحمله العلم عنهم لأنَّ هؤلاء المتعالمين تتلمذوا على أنفسهم وعلى الكتب والأشرطة، أو على جهال أمثالهم، وخرجوا على الناس محدِّثين، وهم في الحقيقة مُحْدِثين

بإسكان الحاء وتخفيف الدال مكسورة. ولم يكتفِ هؤلاء بالتعالم، بل صاروا يغلِّطون الأئمة ويستدركون عليهم من غير حياء ولا خجل ولا خوف من الله.

والحاصل أنه ينبغي لمَن لم تكن لديه الأهلية الصحيحة لعلم الحديث، أن ينأى بنفسه عن هذا الأمر، ويترك العلم لأهله، ولكن إن أراد الاستدلال بحديث فلا بُدَّ له أن يأخذه من مظانِّه الصحيحة، فيعلم صحة الحديث ومعناه حتى لا يتكلّم بما لا يعلم فيكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.

*****


الشرح