×
شرح كتاب الكبائر

هذه الدولة فقد أَجْرَتْ للطالب ما يكفيه، حتى الكتب تطبعها له مجانًا، وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى علينا.

فالواجب على الشباب وطلاب العلم أن ينتهزوا هذه الفرصة ويتفرغوا لطلب العلم وتحصيله، لأنَّه بموت العلماء، قد يتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، يجعلونهم مراجع لهم، يُحكِّمونهم في خُصوماتهم ويستفتونهم في مشكلاتهم، فماذا يفعلون وهم ليس عندهم علم وقد تبوَّءُوا هذه المناصب ليس أمامهم إلاّ أن يحتفظوا بهذه المناصب، فيفتوا بغير علم، ويقولون على الله ما لا يعلمون، فَيَضلّون ويُضِلُّون غيرهم.

وهذا الحديث من علامات النبوّة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أشياء ستقع في المستقبل، وقد كان الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد بهذا الخبر التحذير من إهمال العلم، والحثّ على التعلّم والإقبال على طلب العلم، وفيه تحذير ولاة الأمور من أن يُسْندوا المناصب الدينية للجهال، وأنَّ عليهم أن يختاروا أفضل من يجدونه لهذه المناصب لئلا يقع المحذور الذي أسلفنا بيانه، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النِّسَاء: 58]، والمناصب العلمية هي أعظم الأمانات.

*****


الشرح