وقوله: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا﴾هذا في أول سورة البقرة:
قال تعالى: ﴿الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ [البَقَرَة: 1-2] فهو هدًى، لا ريب
أنه من عند الله، وهو كلامه عز وجل، ولكنَّ الناس تجاه هذا القرآن انقسموا إلى
ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين آمنوا به ظاهرًا
وباطنًا وهم المؤمنون وفي هؤلاء يقول سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ٤ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾[البَقَرَة: 4-5]، ذكر الله في حقهم آيتين،
وذكر صفاتهم، ثم ختم ذلك بأنهم هم المفلحون سواء من العرب، أو من أهل الكتاب الذين
أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به وبالرسل والكتب كلها.
ثم ذكر القسم
الثاني: وهم الذين يكفرون بالقرآن ظاهرًا وباطنًا، وهم الكفار الذين لم يدخلوا في
الإسلام وحاربوه، وفي هؤلاء قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ
لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٦ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ
سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾ [البَقَرَة: 6-7]، فقد ذكر فيهم آيتين
أيضًا، وبيَّن أنهم جحدوا الحقَّ وستروه، فهم لا يؤمنون بما جاءهم من الحق، سواء أُنذروا
أو لم يُنذروا، لأنهم لا تؤثر فيهم ذلك.
ثم ذكر الصنف
الثالث: وهم الذين آمنوا بالقرآن ظاهرًا وكفروا به باطنًا فهم لا مع المؤمنين ولا
مع الكفار: وهم المنافقون، حيث قال الله سبحانه: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد