يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾[البَقَرَة: 8-9]، فقد ذكر الله فيهم
بضع عشرة آية إلى قوله: ﴿وَلَوۡ
شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [البَقَرَة: 20]، ومن صفاتهم أنَّ لهم وجهين، حيث وصفهم الله تعالى
بقوله: ﴿وَإِذَا
لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ
شَيَٰطِينِهِمۡ﴾[البَقَرَة: 14]، وشياطينهم: هم اليهود
الذين قال لهم هؤلاء المنافقون إنّا معكم ضد محمد، ولكننا نظهر الإيمان به خداعًا ﴿إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ﴾، أي: يستهزؤون بالإيمان،
وهم في المقابل إذا التقوا بالمؤمنين أظهروا لهم الإيمان نفاقًا ومصانعةً
وتقيَّةً، في حين أنهم إذا ذهبوا إلى سادتهم وكبرائهم من أحبار اليهود ورؤوس الشرك
أخبروهم أنهم ما زالوا مقيمين على كفرهم ونفاقهم، وفي هذا قال سبحانه: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ﴾ [البَقَرَة: 76] فهذه صفة المنافقين
سواء كانوا من أهل الكتاب أم من غيرهم، وهم الذين يستغلُّون الوجهين مع النَّـاس
والعياذ بالله.
وقد قال تعالى في حق
المنافقين: ﴿إِنَّ
ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى
ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ
إِلَّا قَلِيلٗا ١٤٢ مُّذَبۡذَبِينَ
بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن
يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا﴾ [النِّسَاء: 142-143] فهم متأرجحون، يتبعون مصالحهم الدنيوية، ويدورون حيث
تدور مصلحتهم، أمَّا المؤمن فليس كذلك، فهو صادق مع الله، صادق مع العباد، لا
يتأرجح ولا يتغير أبدًا، غايته رضا الله حتى وإن تعارض ذلك مع مصالحه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد