ويدافع عن عرض أخيه
في حال غيبته، وفي الحديث: «مَنْ رَدَّ عن عِرْضِ أخيهِ، رَدَّ اللهُ عن
وَجْهِهِ النَّارَ يَومَ القِيامَةِ»([1])، فالمطلوب من المسلم
أن يدافع عن عرض أخيه لا أن يقع فيه.
ثم قال صلى الله
عليه وسلم: «إنْ لَمْ يَكُنْ فيه ما تَقولُ فَقَدْ بَهَتَّه» هذا أشد
الكذب، والعياذ بالله! إذن فالمغتاب لا يخلو إما أن يكون مغتابًا وإما أن يكون
كذَّابًا، فدلّ على أنه لا يجوز ذكر المسلمين بما يكرهون في غيبتهم في المجالس،
وإن كان هذا أصبح فاكهةَ كثيرٍ من المجالس التي يغتاب المجتمعون فيها إخوانهم
وولاة الأمور والعلماء ولا يوقرون أحدًا، فلا تعمر مجالسهم ولا يأنسون إلاّ
بالغيبة والتفكُّه بأعراض الناس، فعلى المسلم أن يحذر من هذه الأمور ويبتعد عنها،
لما ورد فيها من الوعيد الشديد والعذاب الأليم.
*****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1931)، وأحمد رقم (27536).
الصفحة 5 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد