الذميمة، فإذا حدث بينه وبين أحدٍ سوء تفاهم،
فلا يجوز له أن يلعنه، أي: أن يدعو عليه بالطرد من رحمة الله تعالى، فكيف تطلب من
الله أن يطرد أخاك من رحمته؟! وسيأتي بيان ما يترتَّب ما إذا تلفظ الإنسان باللعن
في حديث أبي الدرداء الآتي، لا يذهب هدرًا.
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء: «إن العبدَ إذا لعن شيئًا» أيَّ شيء، ليس الأدميّ فقط، كأنْ يلعن الدابّة، أو البُقعة، أو الساعة، أو اليوم وغير ذلك، فالأصل في المسلم أن يمسك لسانه عن هذه الكلمة القبيحة، لأنَّ هذه الكلمة القبيحة إذا ما صدرت مِن لِسان الإنسان فإنَّها لا تذهب هـدرًا بل تصعد إلى السماء، فتغلَق أبواب السماء دونها؛ لأنَّ الله عز وجل يقول: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ [فَاطِر: 10]، وهذه كلمة خبيثة، فلا تصعد إلى السماء، ولأن فيها ظلمًا لمن صدرت في حقه، ثم تهبط إلى الأرض، فتُغلَق أبواب الأرض دونها، فلا تقبلها الأرض ولا تقبلها السماء، ثم تذهب يمينًا وشمالاً بين السماء والأرض، فإن كان الذي صدرت في حقه يستحقها، وإلاّ رجعت إلى من قالها، فيكون هو الملعون والعياذ بالله فكأنه حين لعن أخاه لعن نفسه، فكيف يلعن الإنسان نفسه بهذه الكيفية؟! فعلى الإنسان أن لا يعوّد لسانه على اللعن، بل ينزه لسانه عن ذلك، حتى لو كان الذي لعنه يستحق ذلك، فلا ينبغي له أن يَلعن.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد